لك …

نسيتُ معطفي … سافرتُ ونسيتُ معطفي … من ذا الذي ينسى معطفه في ديسمبر؟!

حزمتُ حقائبي و غادرت … وفقط حين فتحتُ باب السيارة و لفحني هواء الميلاد الثلجي أدركتُ أنني بلا معطف …

التفتُّ حولي … و وجدتني أهمس؛ لفّني بمعطفك الشتوي، ذاكَ الأقرب إلى قلبك، ذاك المشبع بعطرك … لفّني به كي أشعر أني إليك أقرب … أنّي إلينا أقرب، حين تغدو “نا” الجماعة روحاً انسكبت في جسدين، حين تغدو “نا” الجماعة كياناً واحداً وجدَ بعضه بعد طول حنين …

حينها نكون … كما لا شئ آخر … كما لا شبيه في هذا الكون … نكون …

وجدتني أرغب بفك القيد عن لساني … أنا من قضيتُ سنيناً أهربُ من الكلمات … أهربُ … وأخاف … وأحسبُ ألف حساب …

وأغمضتُ عيني في محاولةٍ للهروب من البرد … وإذا بكَ أمام عيني … وإذا بالليل يمرّ، بلحظاته، وثوانيه … يتسكع النومُ بصحبة أنفاسنا، و يغفو الغزلُ على مخدتنا، عاشقان يرويان بالعناق ألفَ قصيدة …

ومع تنفّسِ الصباحِ عن نهارٍ جديد، ومع تنفّسِ الرموشِ عن حلمٍ جديد، تتعانق العيون، ويُشرِعُ الوعي للشمس نوافذه، فاليوم بدأ العمر الجديد … عُمرٌ لا حَزَن فيه، عمرٌ لا خوف فيه … 

فهل أطلقُ اليوم لقلبي العنان؟؟ … ذاك القلبُ الذي طالما أقفل أبواب الحياة على نفسه خوفاً من المجهول؟!

لكنه معك سيتعلّم أن يفتح للنور أشرعته …

معك سيتعلّم أن يحتفي بنسماتِ الصباح … ومعك سيبحر …

لأن قلبي معك غدا جاهزاً للحب … وأمواجه … سنبحر … 

ولأن قلبي يريدُ أن يكون لك كلّ شئ وأكثر … سنبحر … 

ولأنه منذ اليوم لك …

سنحيا، و سنبحر حتى آخر الزمان …

و سنُحبّ …

أعلمُ أنك ربما تعلم، لكنني سأقولها وسأكرر …

لأنّي أريدك في كلّ يومٍ وفي كلّ لحظةٍ أن تعلم، أنّ قلبي لك …

وأنّي أحبّك …

أحبّك، يا مَن إن أعتمت الدنيا على روحي، أضأتَ لها بروحك … 

أحبّك يا مَن إن أتعبني المسير شالني قلبُك قبل ذراعيك … 

أحبّك، يا مَن إذا شَبكَ أصابعه بأصابعي طار قلبي … بين قوةِ يديه و رقّة قلبه يمتلئ قلبي بالأمان ..

يا من أعلم أننا معاً ما للسقوط إلينا من سبيل …

أحبك، لأنّي أحببت الحب معك …

ولأننا سنكون لنا الدنيا وأكثر … 

ولأننا لنا … وبنا معاً نكون …

كما لاشيئ آخر نكون …

كما لا شبيه في هذا الكون … نكون…

إما ذاك … أو …

وأفتح عيني، فإذا بالنهار الثلجي مازال يلفني … ما لي لا أشعرُ بالبرد؟!

وتهمسُ لي رياح ديسمبر؛ قلبٌ لا يخافُ الحبّ، لا يشعرُ أبداً بالبرد …. 

فإلى أن نكون … سأبقى امرأة يدفئها قلبُها … لا المعاطف … حين يعصفُ بها بردُ كانون!

بإلهام من أغنية إيلا هندرسون “يورز” في صباحِ رحلةٍ شتوية
Inspired by “Yours” by Ella Henderson

2 Comments Add yours

  1. فاطمة الزهرة says:

    شو هاد يا ريم كثيييير حلو …حبيت الحب أكثر بكلماتك و يا ريت يا ريت فعلا يكون في هيك قصص حب و مشاعر .
    نٍياله مُلهمك.
    و أظن كل من قرأها سيتمنى أن يعيش و لة جزء بسيط من هالمشاعر …

  2. Great content! Keep up the good work!

Tell me what you think, leave a Reply