اليوم، الثلاثاء ٢١ ديسمبر ٢٠٢١ هو أقصر يوم في السنة و أحلكه ، أو ما يدعى بالانقلاب الشتوي، ولكن الانقلاب الشتوي يحتوي على الكثير من النقاط المضيئة أيضًا. إذا كنت تقرأ/ين هذه السطور الآن، فمبارك لك بداية الخروج من العتمة.
لقد عادت الساعات للوراء منذ فترة، وطالت الليالي، واليوم أتانا أقصر أيام السنة وأكثرها ظلمة. ولكن، على الرغم من المظهر القاتم لهذه الظاهرة ، فإن هناك ما يستحق بالنسبة لي الاحتفال، فقد نجوتُ لسنةٍ جديدة من أحلك الأيام، ويمكنني من الآن فصاعداً توقع المزيد من النور … هناك فعلاً الكثير من البريق في طيّات هذا الاعتدال الموسمي.
لكنني لا أستطيع الادعاء بأنني الأولى، كما أنني لن أكون الأخيرة، فلطالما احتفلت البشرية بحدث 21 ديسمبر (المعروف أحيانًا باسم منتصف الشتاء) منذ آلاف السنين، ولليوم، وما زال يحتل مكانةً خاصة في العديد من التقاليد الموسمية التي نحبها و نعتز بها. كلّ المنازل المزينة بأوراق الشجر الخضراء اللامعة في عيد الميلاد ، وكل أكاليل الزهور على الأبواب هي في الواقع بقايا تقاليد الانقلاب الشتوي القديمة.
قيل قديماً، أنه في الظلام وحده يمكن العثور على البريق والضوء، و صحيحٌ أن الانقلاب الشتوي يجلب لنا ليالٍ طويلة ، ولكنه أيضًا يجلب معه أبكر وألمع غروب شمسٍ في السنة ، بالإضافة إلى واحدٍ من أطول الأقمار الكاملة سطوعاً في السماء. ربما لاحظ أغلبكم أن بدر شهر ديسمبر، والمعروف أيضًا باسم القمر البارد أو قمر الصقيع أو القمر الشتوي، كان قد ظهر في السماء يوم السبت 18 ديسمبر – وهو آخر قمر مكتمل قبل الانقلاب الشتوي. وفي حين أن البدر لا يتزامن مع الانقلاب الشتوي ، إلا أنّ الانقلاب الشمسي له تأثير على المدة التي يمكن رؤية القمر فيها في السماء. حيث أن القمر البارد هو أطول قمر مكتمل في العام. هذا لأن القمر يظهر في السماء أعلى من الشمس ، مما يعني أنه يكون مرئياً لفترة أطول. وبما أنها أيضًا بداية فصل الشتاء الفلكي، فإن هذا يعني أن سماء الليل ستتألق بالنجوم طوال هذه الليالي الطويلة، حلم كل راصدٍ مغرمٍ بمراقبة السماء.
أقرأ عن كل هذا ويخطر ببالي، ربما حان الوقت لإعادة التفكير في افتراضاتنا لما يسمى منتصف الشتاء “القاتم” بعد كل شيء؟
ربما حان الوقت لأبارك لنفسي ولكم، فبعد أن تمرّ علينا اليوم فترة 24 ساعة مع أقل عدد من ساعات النهار في السنة، يصبح أحلك أيام السنة وراءنا … أهلاً بالنور من اليوم فصاعداً.
في الواقع، لا أستغرب أبداً رغبة الكثير من الناس في الاحتفال بأحلك يوم في العام، سواءً في العديد من الثقافات أو الأديان، حيث يُنظر لهذا اليوم على أنه ولادةٌ جديدة … فأهلاً بهذه الولادة، أهلاً بهذا الوعد بأيامٍ أخف وأطول قادمة ابتداءً من اليوم …. وعدٌ بظلمةٍ أقل، بنورٍ أكثر …. وعدٌ ببداية انفراج العتمة المادية والمعنوية، وعدٌ يفتح نوافذ الروح والقلب للآتي، أفلا يستحق ذلك الاحتفال؟