ذات نيسان | خواطر ربيعية متكررة

نيسان  …  آه من نيسان

في نيسانٍ دمشقيٍ بعيدٍ في الذاكرة، اختليت بنفسي وكتابي على شرفة منزلنا  … جاد علي الكون وبارئه …  و وجدتُ ما وجدت … وجدتُ نفسي …

مرّ صيفٌ … مرّ خريفٌ … مرّ شتاء… مراتٍ عديدة …

… وعاد نيسان

عاد نيسانٌ دمشقيٌ بعيدٌ في الذاكرة …  واختليت بنفسي و أوراقي وقلمي وأغلقت على نفسي باب غرفتي …

ماوُهبتُه ذات نيسان … سُلبتُه ذات آخر … وفقدتُ مافقدت … أضعتُ نفسي

 … مرّ صيفٌ … مرّ خريفٌ … مرّ شتاء …مراتٍ ومراتٍ ومرات …

انتظرتُ طويلاً … أقلّبُ نيساناً تلو النيسان … انتظرتُ حتى نسيتُ أني مازلت أنتظر

ثم عاد نيسان … دمشقيٌ هذه المرة،  قريبٌ في الذاكرة … سئمتُ خلواتي … فتحتُ بابي ونزلتُ إلى الشارع (*)

نزلتُ ليجأر صمتي بما أُخرِستْ أصواتٌ كثيرةٌ عن الإفصاح به

ووجدتُ ماوجدت … وجدتُ أهلي

وجدتُنا نبحث منذ دهورٍ عن نيسانٍ أضعناه منذ عقود … مذ سُلبنا جميعاً السُكنى … وأضحينا بلا وطن

 مرّ صيفٌ … مرّ خريفٌ … مرّ شتاء … سريعاً كلمح البصر مرّوا … حمراً كتوهج الجمر تنفث به أنفاسٌ مستعجلة

وعاد نيسان … دمشقيٌ كما لم يكن من قبل … بعد طول انتظار، عاد يضع بين يديّ ماأضعتُ ذات نيسان

ها قد أعدتَ لي نفسي يا نيسان …

وها أنت تلوح لي بالسُكنى … وجهك الأخضر المحمر يطفح بالبشر رغم مايعلوه من غبار …. وها أنا أجدّ السير

فمتى تعيد لي وطني يانيسان؟

كلّ نيسان وكلّ السوريين يجلون عن وجه سوريا الجميل مايشوهه … ليعلوها النيسان من جديد.

(*) إشارة إلى أول مظاهرة نسائية صامتة خرجت في شارع الصالحية بدمشق في نيسان ٢٠١١ للمطالبة بفك الحصار عن درعا وكان لي شرف المشاركة بها.

  • – الصورة من أخر نيسان لي في دمشق، من آخر تمشايةٍ في ليلةٍ ربيعيةٍ خلف الجامع الأموي … وما زلت بانتظار نيسانٍ دمشقي يردّ إليّ الروح.

(تمت في  ١٧ نيسان ٢٠١٢)

2 Comments Add yours

  1. SafwN says:

    الصورة ذكرتني بأحلا ايّام . ان شاء الله ترجع و امشي بحارات الشام

  2. دينا says:

    اعيش الى الان على ذلك النفس الاخير. ذات نيسان عندما دق بابنا الموت

Tell me what you think, leave a Reply